الجمعة

القلق والاكتئاب

  



تقليل القلق والاكتئاب

 كيفية المساعدة في تقليل القلق والاكتئاب. يتعلق الأمر بكل شيء بالميكروبيوم - بكتيريا الأمعاء.

يوجد أكبر عدد من الأعصاب خارج الدماغ في أمعائك. هناك خط اتصال ضخم بين أمعائك وعقلك. ما يحدث في القناة الهضمية يؤثر على ما يحدث في دماغك.

تصنع ميكروبات الأمعاء أيضًا نواقل عصبية ، مثل GABA والدوبامين والسيروتونين. يمكن أن يؤثر السيروتونين بشكل كبير على مزاجك. كما تصنع أمعائك فيتامينات ب. هناك علاقة كبيرة بين اضطرابات المزاج ونقص فيتامينات ب. أيضًا إذا كنت تعاني من التهاب الأمعاء فقد يؤثر ذلك على مزاجك. لذا فإن مجرد التخلص من الالتهاب يمكن أن يساعد في رفع مزاجك.

يمكن لمضادات الاكتئاب أن تمنع نمو البكتيريا الصديقة. هناك أيضًا الكثير من الآثار الجانبية التي يمكن أن تصاحب الأدوية النفسية.

90٪ من السيروتونين ينتج في القناة الهضمية. SSRIs هي أدوية مضادة للاكتئاب تؤثر على السيروتونين.

بعض الآثار الجانبية الكبيرة لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية:

 • تقلل من تنوع الميكروبيوم

 • تخلق تغييرا في الميكروبات

 • تزيد من الالتهاب

* تزيد هذه الآثار الجانبية من الحاجة إلى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

إذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب ، فقد ترغب في التركيز على أمعائك.

جرب هذا للمساعدة في التخلص من القلق والاكتئاب:

1. خذ بروبيوتيك جيد

2. تناول الخضار المخمرة أو منتجات الألبان

3. القيام الصيام بشكل منتظم

خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح - الصوم الصحي العلاجي












الثلاثاء

الوسواس القهري الجنسي علامات الوسواس القهري الجنسي

 




الوسواس القهري الجنسي علامات الوسواس القهري الجنسي


أعراض الوسواس القهري الجنسي

الوسواس القهري الجنسي أخطر أنواع الوسواس القهري التي قد تصيب الناس، وخاصة البالغين منهم فيدخلهم في دائرة  مفرغة من الأفكار الجنسية الغريبة التي لا تفارقهم، وقد تدفعهم لارتكاب سلوكيات جنسية خطيرة تسبب ضرر بالغ على الحالة النفسية والجسدية، الأمر الذي يتطلب إدراك بالمرض، عراضه ومضاعفاته الجانبية وكيفية التحكم في تلك الأفكار وعلاجها.


ما هو الوسواس القهري الجنسي؟

بداية الوسواس القهري الجنسي هو انشغال مفرط بالتخيلات أو الدوافع أو السلوكيات الجنسية التي يصعب السيطرة عليها فتسبب لك القلق أو تؤثر سلبًا على صحتك أو وظيفتك أو علاقاتك أو أجزاء أخرى من حياتك وقد يتضمن السلوك الجنسي القهري مجموعة متنوعة من التجارب الجنسية الممتعة بشكل شائع، تشمل الأمثلة على ذلك الاستمناء، الجنس عبر الإنترنت،  تعدد الشركاء الجنسيين، أو استخدام المواد الإباحية أو الدفع مقابل الجنس، وعندما تصبح هذه السلوكيات الجنسية محورًا رئيسيًا في حياتك ويصعب السيطرة عليها وتكون مزعجة أو ضارة لك أو للآخرين يتم اعتبارها سلوكًا جنسيًا قهريًا.


وبغض النظر عما يطلق عليه أو عن الطبيعة الدقيقة للسلوك فإن الوسواس القهري الجنسي غير المعالج يمكن أن يضر باحترامك لذاتك وعلاقاتك وحياتك المهنية وصحتك والأشخاص الآخرين، ولكن مع العلاج والمساعدة الذاتية يمكنك تعلم إدارة السلوك الجنسي القهري، بعد معرفة أعراضه.


أعراض الوسواس القهري الجنسي:

أعراض الوسواس القهري الجنسي:

تتضمن بعض المؤشرات التي تشير إلى أنك تعاني من الوسواس القهري الجنسي ما يلي:


1. الخيال الجنسي:

أول أعراض الوسواس القهري الجنسي هي التخيلات والدوافع والسلوكيات الجنسية المتخيلة والمتكررة والشديدة والتي تستهلك الكثير من وقتك وتشعر وكأنها خارجة عن إرادتك.


2. التوتر والندم:

حين تشعر أنك مدفوع للقيام ببعض السلوكيات الجنسية ولا تشعر بالتخلص من التوتر إلا بعد اتباع السلوك القاهر لإرادتك لكن في الوقت ذاته تشعر أيضًا بالذنب أو الندم فاعلم أن لديك الوسواس القهري الجنسي.


3. فقدان القدرة على التحكم:

حين تحاول دون جدوى تقليل أو التحكم في تخيلاتك أو رغباتك أو سلوكك الجنسي فاعلم أنك تعاني من الوسواس القهري الجنسي.


4. الجنس كوسيلة هروب:

لو تعرضت لمرض الوسواس القهري الجنسي ستستخدم السلوك الجنسي القهري كمهرب من مشاكل أخرى مثل الشعور بالوحدة، الاكتئاب، القلق، أو التوتر.


5. عدم حساب العواقب:

يستمر المصاب بالوسواس القهري الجنسي بالانخراط في السلوكيات الجنسية التي لها عواقب وخيمة مثل احتمالية إصابة شخص آخر،  إصابتك بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، فقدان العلاقات المهمة،  مشاكل في العمل، أو الضغوط مالية لصرف فلوسك على الجنس أو مشاكل قانونية ناتجة عن الاشتهاء المحرم بالقانون وارتكاب جرائم جنسية مثل الاغتصاب والتحرش.


6. الشعور بالذنب:

 يصاب مريض الوسواس القهري الجنسي بكفاح لمشاعر الذنب والعار التي يعاني منها إضافة لتدني احترام الذات.


7. الإصابة بالأمراض النفسية:

قد يتطور الأمر لحالات صحية نفسية مثل الاكتئاب، الانتحار، الضيق الشديد، والقلق.


8. الإضرار بالعلاقات الحميمية والأسرية:

ومن ذلك الإهمال أو الكذب على شريكك وعائلتك مما يضر أو ​​يدمر العلاقات الهادفة.


9. إدمان الإباحية:

يعاني مريض الوسواس القهري الجنسي من فقدان تركيزه والتشتت والمشاركة في نشاط جنسي أو البحث عن مواد إباحية على الإنترنت في العمل، مما يعرض وظيفته للخطر.


10. مشكلات مالية:

تتراكم الديون المالية على المصاب بالوسواس القهري الجنسي نظرا  لشراء المواد الإباحية والخدمات الجنسية


11. أمراض جنسية:

ومنها الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”  التهاب الكبد أو أي عدوى أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو نقل العدوى المنقولة جنسياً إلى شخص آخر.


12. الوقوع في الإدمان:

قد ينخرط المصاب بالوسواس القهري الجنسي في استخدام مواد غير صحية مثل استخدام المخدرات والعقاقير الممنوعة أو شرب الكحول بإفراط.

أسباب الوسواس القهري الجنسي:

على الرغم من أن أسباب السلوك الجنسي القهري غير واضحة إلا أنها قد تشمل:


1. خلل في كيمياء الدماغ:

تساعد مواد كيميائية معينة في دماغك وهي الناقلات العصبية مثل السيروتونين، الدوبامين، والنورأدرينالين في تنظيم حالتك المزاجية وقد تكون المستويات المرتفعة منها مرتبطة بالسلوك الجنسي القهري.


2. تغييرات في مسارات الدماغ:

قد يكون السلوك الجنسي القهري إدمانًا قد يتسبب بمرور الوقت في تغيرات في الدوائر العصبية للدماغ  خاصة في مراكز التعزيز ومثله مثل  أنواع الإدمان الأخرى عادة ما يكون المحتوى الجنسي المكثف والتحفيز مطلوبًا بمرور الوقت من أجل الحصول على الرضا أو الراحة.


3. مشكلات ترتبط بالصحة النفسية:

قد تتسبب بعض الأمراض أو المشكلات الصحية مثل الصرع والخرف في تلف أجزاء من الدماغ مما يؤثر على السلوك الجنسي، كما يتسبب علاج مرض باركنسون ببعض الأدوية الرافعة للدوبامين في حدوث سلوك جنسي قهري.


4. الاعتداءات الجنسية:

التعرض لاعتداءات جنسية في الطفولة مثل الاغتصاب أو التحرش تؤدي للإصابة بالسلوك القهري الجنسية.


والسؤال الذي يطرح نفسه…


متى تحتاج إلى مساعدة طبية؟

عليك أن تطلب المساعدة لو شعرت أنك فقدت السيطرة على سلوكك الجنسي خاصة إذا كان سلوكك يسبب لك مشاكل لك أو لأشخاص آخرين، فالسلوك القهري الجنسي يميل إلى التصعيد بمرور الوقت لذا لا تؤخر المساعدة عندما تدرك لأول مرة أنه قد تكون هناك مشكلة لديك وعند الذهاب للطبيب وطلب المساعدة اسأل نفسك:


هل يمكنني التحكم في دوافعي الجنسية؟

هل أشعر بالضيق بسبب سلوكياتي الجنسية؟

هل يضر سلوكي الجنسي بعلاقاتي ، ويؤثر على عملي أو يؤدي إلى عواقب سلبية ، مثل التوقيف؟

هل أحاول إخفاء سلوكي الجنسي؟

فقد يكون طلب المساعدة بشأن السلوك الجنسي القهري أمرًا صعبًا لأنها مسألة شخصية للغاية ويخاف المصاب بالحكم عليه لذا ضع جانبًا أي خجل أو إحراج واطلب من أهلك باحترام ألا يدخلوا معك لو كنت لا تريدهم أن يطلعوا على أفكارك التي تراودك، لأنك قد تتخطى هذه المشكلة وتنساها وسيظلون هم يتذكرونها.


كما ينبغي عليك أن تتذكر أنك لست وحدك فالكثير من الناس يعانون من السلوك القهري الجنسي، والطبيب النفسي مدرب على التفاهم والحذر ويمتلك الخبرة في إجراء اختبار الوسواس القهري الجنسي و علاج السلوك الجنسي القهري لذا تأكد من العثور على معالج مختص وضع في اعتبارك أن ما تقوله للطبيب يظل سريًا  تماما.

كيفية علاج الوسواس القهري الجنسي؟

يتم علاج الوسواس القهري الجنسي بواحد من النوعين التاليين أو كليهما على نحو متزامن:


1. العلاج النفسي:

يتم تشجيع مصابي الوسواس القهري الجنسي على طلب المساعدة الطبية لعلاج الوسواس القهري الجنسي والذي يمكن علاجه من خلال العلاج السلوكي المعرفي وتحديداً مع مناهج العلاج التي تسمى التعرض للوقاية من الاستجابة حيث يكون المريض وجها لوجه مع أفكاره ليتعلم كيف يديرها ويتغلب عليها، إضافة للعلاج السلوكي المعرفي القائم على اليقظة ليتعلم المصاب أن الأفكار المتطفلة ليس لها قوة عليه وأنه من خلال الاستجابة لأفكاره الوسواسية يمنح هذه الأفكار مزيدًا من القوة. 


2. العلاج الدوائي:

إذا كان المرضى يعانون من مستويات شديدة من القلق بسبب الوسواس القهري الجنسي فيستفيد من تعاطي مضادات القلق تحت إشراف الطبيب للتحكم في أعراض الوسواس أو في حال كانت الحالة تضاعفت جدا سيتم السماح له بالإقامة في برنامج سكني كامل لعلاج الحالة كاملة لو تطور الأمر بها للإدمان والأمراض النفسية الأخرى












اضطراب الوسواس القهري




 نظرة عامة

يتسم اضطراب الوسواس القهري (OCD) بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) تدفعك إلى القيام بسلوكيات تكرارية (سلوكيات قهرية). تُعيق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتتسبب في ضيق شديد.


يمكنك محاولة تجاهُل وساوسك أو إيقافها، لكن لن يؤدي هذا سوى لزيادة شعورك بالضيق والقلق. في النهاية، تشعر بأنك مدفوع لأداء السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر. على الرغم من الجهود المبذولة لتجاهل هذه الأفكار أو الدوافع المزعجة أو التخلص منها، فإنك تستمر في التفكير فيها. يؤدي هذا إلى مزيد من السلوك الطقوسي - الحلقة المفرغة لاضطراب الوسواس القهري.


يتمحور اضطراب الوسواس القهري غالبًا حول موضوعات محددة - على سبيل المثال، الخوف المفرط من التعرض للتلوث بسبب الجراثيم. وللتخفيف من مخاوفك من التعرض للتلوث، قد تقوم بغسل يديك بشكل قهري حتى تصابا بالتقرح والتشقق.


إذا كنت مصابًا باضطراب الوسواس القهري، فقد تشعر بالخجل والحرج من هذه الحالة المرضية، لكن قد يكون العلاج فعالًا.


الأعراض

عادةً ما يشمل اضطراب الوسواس القهري كلًا من الوساوس والأفعال القهرية. ولكن من الممكن أيضًا أن تظهر عليك أعراض وسواس فقط أو أعراض أفعال قهرية فقط. قد تدرك - أو ربما لا تدرك - أن وساوسك أو أفعالك القهرية مفرطة أو غير معقولة، ولكنها تستهلك قدرًا كبيرًا من الوقت وتتداخل مع روتينك اليومي وأدائك الاجتماعي أو في العمل.


أعراض الوسواس

وساوس اضطراب الوسواس القهري هي أفكار متكررة ومستمرة وغير مرغوب فيها أو رغبات أو صور ملحة تسبب الضيق أو القلق. قد تحاول تجاهلها أو التخلص منها من خلال أداء سلوك أو طقوس قهرية. عادةً ما تظهر هذه الوساوس عندما تحاول التفكير في أشياء أخرى أو القيام بتنفيذها.


غالبًا ما تتمحور هذه الوساوس حول مواضيع معينة، مثل:


الخوف من التلوث أو القاذورات

الشك ومواجهة صعوبة في تحمل عدم اليقين

الحاجة إلى أن تكون الأشياء بشكل منظم ومتناسق

أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين

أفكار غير مرغوب فيها، بما في ذلك العنف أو الموضوعات الجنسية أو الدينية

تتضمن أمثلة أعراض ومؤشرات الوسواس ما يلي:


الخوف من التعرض للتلوث عبر لمس أشياء قام آخرون بلمسها

الشك في أنك أغلقت الباب أو أطفأت الموقد

التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة أو في اتجاه معين

صور لقيادة سيارتك وسط حشد من الناس

أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة

صور جنسية مزعجة

تجنب المواقف التي يمكن أن تحفز الوساوس، مثل المصافحة بالأيدي

أعراض الوساوس

الوساوس الناجمة عن اضطراب الوسواس القهري (OCD) هي سلوكيات تكرارية تشعر بأنك مدفوع لفعلها. تهدف هذه السلوكيات أو الأفعال العقلية التكرارية إلى تقليل القلق المرتبط بوساوسك أو منع حدوث شيء سيء. ومع ذلك، فإن الانخراط في الوساوس لا يجلب أي متعة وقد لا يوفر سوى راحةً مؤقتةً من القلق.


يمكنك وضع قواعد أو طقوس لاتباعها بحيث تساعد في التحكم في قلقك عندما تكون لديك أفكار قهرية. وهذه الوساوس تكون مفرطة، وغالبًا ما تكون غير مرتبطة بشكل واقعي بالمشكلة المُفترَض أن تحلها.


كما هو الحال مع الوساوس، عادةً ما يكون للأفعال القهرية موضوعات رئيسية، مثل:


الغسيل والتنظيف

الفحص

العد

الحفاظ على النظام

اتباع روتين صارم

المبالغة في الطمأنة

تتضمن أمثلة علامات الوساوس وأعراضها ما يلي:


غسل اليدين حتى تصبح بشرتك مؤلمة نتيجة شدة فرك اليدين

فحص الأبواب بشكل متكرر للتأكد من قفلها

فحص الموقد بشكل متكرر للتأكد من إيقاف تشغيله

العد بأنماط معينة

تكرار الدعاء أو الكلمة أو العبارة بصمت

ترتيب البضائع المُعلَّبة لديك بحيث تأخذ نفس الشكل

درجات حدة متفاوتة

يبدأ الوسواس القهري عادةً في سن المراهقة أو سنوات الشباب، لكنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. تبدأ الأعراض عادة متدرجة، وتميل إلى التنوع في شدتها على مدار العمر. قد تتغير كذلك أنواع الوسواس والأفعال القهرية التي تتعرض لها مع مرور الوقت. وعادة ما تزداد الأعراض سوءًا عندما تتعرض لإجهاد أكبر. وقد تتراوح درجة شدة أعراض الوسواس القهري - الذي يُعد اضطرابًا ملازمًا مدى الحياة - بين الخفيفة إلى المعتدلة، وربما تكون شديدة وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقك عن أنشطة حياتك.


متى يجب زيارة الطبيب

هناك فرق بين السعي إلى الكمال - شخص يتطلب نتائج أو أداءً لا تشوبه شائبة، على سبيل المثال - وبين الإصابة باضطراب الوسواس القهري. الأفكار المتعلقة باضطراب الوسواس القهري ليست مجرد مخاوف مفرطة بشأن مشاكل حقيقية في حياتك أو الرغبة في تنظيف الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة.


إذا كانت الوساوس والدوافع القهرية تؤثر على نوعية حياتك، فاستشر الطبيب المعالج لك أو أخصائي الصحة العقلية.


الأسباب

لا يزال سبب اضطراب الوسواس القهري غير مفهوم بالكامل. وتشمل النظريات الرئيسية ما يلي:


الخصائص الحيوية. اضطراب الوسواس القهري قد يكون نتيجة لحدوث تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف الدماغ.

الخصائص الوراثية. قد يكون لاضطراب الوسواس القهري مكون وراثي، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان لجينات معينة دور في الإصابة بهذا المرض.

التعلم. يمكن تعلم مخاوف الوسواس والسلوكيات القهرية من مشاهدة أفراد الأسرة أو يمكن تعلمها تدريجيًا بمرور الوقت.

عوامل الخطر

تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري ما يلي:


التاريخ العائلي المرضي. إن إصابة الوالدين أو أفراد الأسرة الآخرين بالاضطراب قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري (OCD)

أحداث الحياة اليومية المسببة للتوتر. إذا كنت قد تعرضت لصدمة نفسية أو أحداث مسببة للتوتر، فقد تزداد مخاطر إصابتك. قد يؤدي رد الفعل هذا، لسبب ما، إلى إثارة الأفكار والطقوس الروتينية والاضطرابات العاطفية التي تميز اضطراب الوسواس القهري (OCD).

اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. قد يكون اضطراب الوسواس القهري (OCD) متصلاً باضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب أو معاقرة المخدرات أو الكحول أو اضطرابات العَرّة (تقلص لاإرادي في عضلات الوجه).

المضاعفات

قد تتضمن المشكلات الناتجة عن الوسواس القهري - على سبيل المثال لا الحصر - ما يلي:


تكرار أداء الشعائر والطقوس بشكل مفرط

مشكلات صحية، مثل التهاب الجلد التماسي الناتج عن غسل اليدين المتكرر

صعوبة الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية

اضطراب في العلاقات

تدني جودة الحياة بشكلٍ عام

الأفكار والسلوكيات الانتحارية

الوقاية

لا توجد طريقة أكيدة للوقاية من اضطراب الوسواس القهري. ومع ذلك، فإن الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن قد يساعد على الوقاية من أن تزداد حالة اضطراب الوسواس القهري (OCD) سوءًا، وتعطيل نشاطك وعاداتك اليومية











الأربعاء

الكورتيزول

  




لمعرفة ما إذا كان لديك ارتفاع في هرمون الكورتيزول. الكورتيزول هو هرمون التوتر الرئيسي. إذا كان مستوى الكورتيزول مرتفعًا جدًا ، فقد يؤدي ذلك إلى العديد من المشكلات الصحية المختلفة.

يمكن أن يؤدي ارتفاع الكورتيزول إلى مشاكل ، مثل:

 • دهون البطن

 • ضغط دم مرتفع

 • الحساسية

 • أزمة

 • حب الشباب

 • قلق

 • انخفاض تحمل الإجهاد

 • إشعال

 • مشاكل سكر الدم

 • الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات

 • انخفضت الرغبة الجنسية

 • نقص البوتاسيوم

 • القلاء

العلامة الأهم لارتفاع الكورتيزول هي أن تستيقظ مثلا من الساعة 2:00 صباحًا حتى 2:30 صباحًا كل ليلة وهو دليل على ارتفاع الكورتيزول في حوالي الساعة 2:00 صباحًا - 2:30 صباحًا مع الكثير من الأفكار التي تجعلك مستيقظًا حتى حوالي الساعة 8:00 صباحًا.

يحدث هذا لأن الكورتيزول يتبع الموجة اليومية. من المفترض عادةً أن يكون الكورتيزول هو الأدنى في حوالي الساعة 2:00 صباحًا والأعلى في الساعة 8:00 صباحًا. عندما يكون لديك نسبة عالية من الكورتيزول ، فإن كل شيء يكون متخلفًا. قد تشعر أيضًا أنك بحاجة إلى قيلولة في منتصف النهار في حوالي الساعة 2:00 - 3:00 مساءً.

العلاجات المحتملة لارتفاع الكورتيزول:

1. تحسين توترك

2. قم بالمشي لمسافات طويلة في الطبيعة

3. قم بعمل بدني لدرجة أنك تشعر بالتعب

4. فيتامين ب 1 (خميرة غذائية)

5. فيتامين د 3

6. البوتاسيوم والمغنيسيوم

7. خل التفاح







الجمعة

الاضطرابُ الوسواس القهري






الاضطرابُ الوسواس القهري obsessive compulsive disorder (OCD) هو حالةٌ صحية نفسيَّة يُعاني فيها الشخصُ من أفكار وسواسيَّة ومن نشاطٍ قهري.
الوَسواسُ obsession هو أفكارٌ مزعجة غير مرغوب فيها، حيث تسيطر صورةٌ أو رغبة مُلحَّة على عقل الشخص بشكلٍ متكرِّر، ممَّا يؤدِّي إلى شعوره بالقلق أو بالاشمئزاز أو بالاضطراب.
أمَّا السلوكُ القهري compulsion فهو تكرار القيام بعملٍ سلوكي أو نفسي يشعر الشخصُ أنَّه محتاجٌ للقيام به، في محاولةٍ للتخفيف المؤقَّت من مشاعر الانزعاج الناجمة عن الوسواس؛ فمثلاً، قد يشعر الشخصُ، الذي يخشى من تعرُّض منزله للسرقة، بضرورة التأكُّد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب عدَّة مرات قبلَ مغادرة المنزل.
يمكن أن تتراوحَ أعراضُ الاضطراب الوسواسي القهري بين المتوسِّطة والشديدة؛ فقد يُعاني بعضُ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من التفكير الوسواسي والسلوك القهري حوالى ساعةٍ يومياً، بينما قد تسيطر هذه الحالةُ على حياة البعض الآخر بشكلٍ كامل.


 الوسواس القهري (أو: الاضطراب الوسواسي القهري obsessive - compulsive) هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانًا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.
في المحصلة، فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من الضائقة.، وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري، في أحيان متقاربة، في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم، مثلا.
الاضطرابُ الوسواس القهري obsessive compulsive disorder (OCD) هو حالةٌ صحية نفسيَّة يُعاني فيها الشخصُ من أفكار وسواسيَّة ومن نشاطٍ قهري.
الوَسواسُ obsession هو أفكارٌ مزعجة غير مرغوب فيها، حيث تسيطر صورةٌ أو رغبة مُلحَّة على عقل الشخص بشكلٍ متكرِّر، ممَّا يؤدِّي إلى شعوره بالقلق أو بالاشمئزاز أو بالاضطراب.
أمَّا السلوكُ القهري compulsion فهو تكرار القيام بعملٍ سلوكي أو نفسي يشعر الشخصُ أنَّه محتاجٌ للقيام به، في محاولةٍ للتخفيف المؤقَّت من مشاعر الانزعاج الناجمة عن الوسواس؛ فمثلاً، قد يشعر الشخصُ، الذي يخشى من تعرُّض منزله للسرقة، بضرورة التأكُّد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب عدَّة مرات قبلَ مغادرة المنزل.
يمكن أن تتراوحَ أعراضُ الاضطراب الوسواسي القهري بين المتوسِّطة والشديدة؛ فقد يُعاني بعضُ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من التفكير الوسواسي والسلوك القهري حوالى ساعةٍ يومياً، بينما قد تسيطر هذه الحالةُ على حياة البعض الآخر بشكلٍ كامل.



أسباب الاضطراب الوسواسي القهري
ما زال السببُ الدقيق للاضطراب الوسواسي القهري مجهولاً، إلاَّ أنَّه توجد عدَّةُ عوامل مقترحة قد تكون السببَ في الإصابة بهذا الاضطراب.
فقد تنتقل هذه الحالةُ وراثيَّاً في بعض الحالات، حيث إنَّها قد ترتبط بجيناتٍ وراثيَّةٍ معيَّنة تؤثِّر في تخلُّق الدماغ.
لقد توصَّلت دراساتٌ لصور الدماغ أنَّه قد يكون هناك اختلافٌ بين أدمغة بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري وأدمغة الأشخاص الأصحَّاء؛ فمثلاً، قد يكون هناك نشاطٌ زائدٌ في مناطق معيَّنة من الدماغ، وخصوصاً المناطق التي تتعامل مع الانفعالات القوية وردَّات الفعل تجاهها.
كما أظهرت الدراساتُ وجودَ عدم توازن في مادة السِّيروتونين serotonin في دماغ الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري أيضاً. والسِّيروتونين هو مادةٌ كيميائية يستعملها الدماغُ لنقل المعلومات من خليةٍ دماغيَّةٍ إلى أخرى.


الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري
يمكن أن يُصابَ الرجالُ والنساء والأطفال بهذا الاضطراب. وتكون بدايةُ المعاناة من الحالة في بداية مرحلة البلوغ، حيث تبدأ في التأثير في الحياة بشكلٍ كبيرٍ عادةً، رغم أنَّ المشاكل قد تحدث في أيِّ عمر.



الحصول على المساعدة
يتردَّد الأشخاصُ المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري كثيراً في طلب المساعدة، لأنَّهم يشعرون بالخجل أو بالحرج؛ إلاَّ أنَّ الاضطرابَ الوسواسي القهري لا يستدعي الشعورَ بالخجل أو بالحرج منه، فهو حالةٌ صحيَّةٌ طويلة الأمد تشبه الإصابةَ بداء السكري أو بالربو، والإصابةُ به ليست ناجمةً عن خطأ الشخص المُصاب.
يُعدُّ طلبُ المساعدة ضروريَّاً، لأنَّه من غير المحتمل أن تتحسَّنَ الأعراضُ من دون علاج، بل ربَّما تتفاقم هذه الأعراض.
يجب مراجعةُ الطبيب عندَ الشكِّ بوجود إصابة بالاضطراب الوسواسي القهري. ويُحتملُ في البداية أن يقومَ الطبيبُ بطرح بعض الأسئلة المتعلِّقة بالأعراض، ومدى تأثيرها في الشخص.
وإذا اشتبه الطبيبُ بوجود الاضطراب الوسواسي القهري، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي لتقييم الحالة، ووصف العلاج المناسب.



معالجة الاضطراب الوسواسي القهري
يكون مآلُ الاضطراب الوسواسي القهري جيِّداً بعدَ معالجته، حيث إنَّ الكثيرَ من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتعافون في نهاية الأمر، أو إنَّ شدَّةَ الأعراض التي يُعانون منها تنخفض بحيث يتمكَّن الشخصُ من الاستمتاع بنوعيةِ حياةٍ جيدة.
وفيما يلي عرضٌ لعلاجات الاضطراب الوسواسي القهري الرئيسية:
المعالجة السلوكيَّة المعرفيَّة cognitive behavioural therapy (CBT): تنطوي على استعمال العلاج المعروف بالتعرُّض التدريجي مع الوقاية من ردَّة الفعل graded exposure with response prevention (ERP)، وهذا ما يُشجِّع على مواجهة الخوف ويسمح بحدوث الأفكار الوسواسية من دون "تحييدها أو تعديلها neutralising" بالتصرُّفات القهريَّة.
مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) : يمكن أن تساعدَ هذه الأدويةُ على تخفيف شدَّة الأعراض، من خلال تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
إذا لم تكن هذه العلاجاتُ فعَّالةً، أو كانت الإصابة شديدة، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي بالصحة التفسية لوصف العلاج المناسب.

الوسواس القهري (أو: الاضطراب الوسواسي القهري obsessive - compulsive) هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانًا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.
في المحصلة، فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من الضائقة.، وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري، في أحيان متقاربة، في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم، مثلا.

أسباب الاضطراب الوسواسي القهري
ما زال السببُ الدقيق للاضطراب الوسواسي القهري مجهولاً، إلاَّ أنَّه توجد عدَّةُ عوامل مقترحة قد تكون السببَ في الإصابة بهذا الاضطراب.
فقد تنتقل هذه الحالةُ وراثيَّاً في بعض الحالات، حيث إنَّها قد ترتبط بجيناتٍ وراثيَّةٍ معيَّنة تؤثِّر في تخلُّق الدماغ.
لقد توصَّلت دراساتٌ لصور الدماغ أنَّه قد يكون هناك اختلافٌ بين أدمغة بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري وأدمغة الأشخاص الأصحَّاء؛ فمثلاً، قد يكون هناك نشاطٌ زائدٌ في مناطق معيَّنة من الدماغ، وخصوصاً المناطق التي تتعامل مع الانفعالات القوية وردَّات الفعل تجاهها.
كما أظهرت الدراساتُ وجودَ عدم توازن في مادة السِّيروتونين serotonin في دماغ الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري أيضاً. والسِّيروتونين هو مادةٌ كيميائية يستعملها الدماغُ لنقل المعلومات من خليةٍ دماغيَّةٍ إلى أخرى.


الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري
يمكن أن يُصابَ الرجالُ والنساء والأطفال بهذا الاضطراب. وتكون بدايةُ المعاناة من الحالة في بداية مرحلة البلوغ، حيث تبدأ في التأثير في الحياة بشكلٍ كبيرٍ عادةً، رغم أنَّ المشاكل قد تحدث في أيِّ عمر.



الحصول على المساعدة
يتردَّد الأشخاصُ المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري كثيراً في طلب المساعدة، لأنَّهم يشعرون بالخجل أو بالحرج؛ إلاَّ أنَّ الاضطرابَ الوسواسي القهري لا يستدعي الشعورَ بالخجل أو بالحرج منه، فهو حالةٌ صحيَّةٌ طويلة الأمد تشبه الإصابةَ بداء السكري أو بالربو، والإصابةُ به ليست ناجمةً عن خطأ الشخص المُصاب.
يُعدُّ طلبُ المساعدة ضروريَّاً، لأنَّه من غير المحتمل أن تتحسَّنَ الأعراضُ من دون علاج، بل ربَّما تتفاقم هذه الأعراض.
يجب مراجعةُ الطبيب عندَ الشكِّ بوجود إصابة بالاضطراب الوسواسي القهري. ويُحتملُ في البداية أن يقومَ الطبيبُ بطرح بعض الأسئلة المتعلِّقة بالأعراض، ومدى تأثيرها في الشخص.
وإذا اشتبه الطبيبُ بوجود الاضطراب الوسواسي القهري، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي لتقييم الحالة، ووصف العلاج المناسب.



معالجة الاضطراب الوسواسي القهري
يكون مآلُ الاضطراب الوسواسي القهري جيِّداً بعدَ معالجته، حيث إنَّ الكثيرَ من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتعافون في نهاية الأمر، أو إنَّ شدَّةَ الأعراض التي يُعانون منها تنخفض بحيث يتمكَّن الشخصُ من الاستمتاع بنوعيةِ حياةٍ الاضطرابُ الوسواس القهري obsessive compulsive disorder (OCD) هو حالةٌ صحية نفسيَّة يُعاني فيها الشخصُ من أفكار وسواسيَّة ومن نشاطٍ قهري.
الوَسواسُ obsession هو أفكارٌ مزعجة غير مرغوب فيها، حيث تسيطر صورةٌ أو رغبة مُلحَّة على عقل الشخص بشكلٍ متكرِّر، ممَّا يؤدِّي إلى شعوره بالقلق أو بالاشمئزاز أو بالاضطراب.
أمَّا السلوكُ القهري compulsion فهو تكرار القيام بعملٍ سلوكي أو نفسي يشعر الشخصُ أنَّه محتاجٌ للقيام به، في محاولةٍ للتخفيف المؤقَّت من مشاعر الانزعاج الناجمة عن الوسواس؛ فمثلاً، قد يشعر الشخصُ، الذي يخشى من تعرُّض منزله للسرقة، بضرورة التأكُّد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب عدَّة مرات قبلَ مغادرة المنزل.
يمكن أن تتراوحَ أعراضُ الاضطراب الوسواسي القهري بين المتوسِّطة والشديدة؛ فقد يُعاني بعضُ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من التفكير الوسواسي والسلوك القهري حوالى ساعةٍ يومياً، بينما قد تسيطر هذه الحالةُ على حياة البعض الآخر بشكلٍ كامل.



أسباب الاضطراب الوسواسي القهري
ما زال السببُ الدقيق للاضطراب الوسواسي القهري مجهولاً، إلاَّ أنَّه توجد عدَّةُ عوامل مقترحة قد تكون السببَ في الإصابة بهذا الاضطراب.
فقد تنتقل هذه الحالةُ وراثيَّاً في بعض الحالات، حيث إنَّها قد ترتبط بجيناتٍ وراثيَّةٍ معيَّنة تؤثِّر في تخلُّق الدماغ.
لقد توصَّلت دراساتٌ لصور الدماغ أنَّه قد يكون هناك اختلافٌ بين أدمغة بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري وأدمغة الأشخاص الأصحَّاء؛ فمثلاً، قد يكون هناك نشاطٌ زائدٌ في مناطق معيَّنة من الدماغ، وخصوصاً المناطق التي تتعامل مع الانفعالات القوية وردَّات الفعل تجاهها.
كما أظهرت الدراساتُ وجودَ عدم توازن في مادة السِّيروتونين serotonin في دماغ الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري أيضاً. والسِّيروتونين هو مادةٌ كيميائية يستعملها الدماغُ لنقل المعلومات من خليةٍ دماغيَّةٍ إلى أخرى.


الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري
يمكن أن يُصابَ الرجالُ والنساء والأطفال بهذا الاضطراب. وتكون بدايةُ المعاناة من الحالة في بداية مرحلة البلوغ، حيث تبدأ في التأثير في الحياة بشكلٍ كبيرٍ عادةً، رغم أنَّ المشاكل قد تحدث في أيِّ عمر.



الحصول على المساعدة
يتردَّد الأشخاصُ المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري كثيراً في طلب المساعدة، لأنَّهم يشعرون بالخجل أو بالحرج؛ إلاَّ أنَّ الاضطرابَ الوسواسي القهري لا يستدعي الشعورَ بالخجل أو بالحرج منه، فهو حالةٌ صحيَّةٌ طويلة الأمد تشبه الإصابةَ بداء السكري أو بالربو، والإصابةُ به ليست ناجمةً عن خطأ الشخص المُصاب.
يُعدُّ طلبُ المساعدة ضروريَّاً، لأنَّه من غير المحتمل أن تتحسَّنَ الأعراضُ من دون علاج، بل ربَّما تتفاقم هذه الأعراض.
يجب مراجعةُ الطبيب عندَ الشكِّ بوجود إصابة بالاضطراب الوسواسي القهري. ويُحتملُ في البداية أن يقومَ الطبيبُ بطرح بعض الأسئلة المتعلِّقة بالأعراض، ومدى تأثيرها في الشخص.
وإذا اشتبه الطبيبُ بوجود الاضطراب الوسواسي القهري، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي لتقييم الحالة، ووصف العلاج المناسب.



معالجة الاضطراب الوسواسي القهري
يكون مآلُ الاضطراب الوسواسي القهري جيِّداً بعدَ معالجته، حيث إنَّ الكثيرَ من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتعافون في نهاية الأمر، أو إنَّ شدَّةَ الأعراض التي يُعانون منها تنخفض بحيث يتمكَّن الشخصُ من الاستمتاع بنوعيةِ حياةٍ جيدة.
وفيما يلي عرضٌ لعلاجات الاضطراب الوسواسي القهري الرئيسية:
المعالجة السلوكيَّة المعرفيَّة cognitive behavioural therapy (CBT): تنطوي على استعمال العلاج المعروف بالتعرُّض التدريجي مع الوقاية من ردَّة الفعل graded exposure with response prevention (ERP)، وهذا ما يُشجِّع على مواجهة الخوف ويسمح بحدوث الأفكار الوسواسية من دون "تحييدها أو تعديلها neutralising" بالتصرُّفات القهريَّة.
مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) : يمكن أن تساعدَ هذه الأدويةُ على تخفيف شدَّة الأعراض، من خلال تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
إذا لم تكن هذه العلاجاتُ فعَّالةً، أو كانت الإصابة شديدة، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي بالصحة التفسية لوصف العلاج المناسب.

الوسواس القهري (أو: الاضطراب الوسواسي القهري obsessive - compulsive) هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانًا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.
في المحصلة، فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من الضائقة.، وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري، في أحيان متقاربة، في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم، مثلا.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد فإن الوسواس مرض يبتلي الله به من يشاء من عباده وقد يصاب به الصالحون. وهو على أنواع منه ما هو عملي ومنه ما هو اعتقادي. والوسواس القهري هو أفكار تتسلط على العبد وتحمله على تكرار التفكير أو الأفعال بشكل قهري وإذا لم يستجب لتلكم الأفكار والأفعال وينساق معها حصل له قلق شديد وتوتر نفسي لا يزول عنه إلا بالإستجابة لها.
و الأصل في سببه أنه من عمل الشيطان وقد يكون سببه مرض نفسي يتعلق بالجهاز العصبي. والشيطان يبدأ في وسواس العبد في الشيء اليسير في عبادته وعمله وسلوكه فإن استعاذ منه وامتنع عنه لم يتغلب عليه وإن استجاب له العبد وكان ضعيفا شدد عليه الشيطان وأكثر من وسواسه وتمكن منه حتى يشككه في دينه وربه ونبيه ويهجم على قلبه ويضعف عزيمته ويبطل عمله ويكون العبد له أسيرا . قال عثمان بن أبي العاص :" يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي ‏وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، ‏و اتفل عن يسارك ثلاثاً ). قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني "رواه مسلم .‏ وفي الغالب ينفذ الشيطان على العبد في حال غفلته وضعفه وخوره وفتنته بالدنيا وغير ذلك من أحوال ضعف البصيرة وقلة الإخلاص. قال الله تعالى ( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ). وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه " ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب بن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس ". وقال ابن عباس في قوله ( الوسواس الخناس ) قال " الشيطان جاثم على قلب بن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس ".

والمراد بمرض الوسواس هو الذي يكون مسيطرا على تفكير العبد وسلوكه في سائر أحواله لا ينفك عنه. أما الوسوسة الطارئة و خاطرة السوء والهم بالمعصية الذي بعرض للعبد أحيانا فهذا لا يعد مرضا وأمره سهل بإذن الله تعالى. ولا يضر العبد ذلك ولا يحاسب عليه إذا طرده وتخلص منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله تجاوز لأمتي عما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) رواه البخاري.

كما أن الناس يتفاوتون أيضا في مرض الوسواس فمنهم من وسواسه خفيف و منهم متوسط ومنهم شديد. ومنهم من وسواسه في العبادات ومنهم من في الإعتقادات والعياذ بالله. و أحوال وقصص الموسوسين عجيبة ومحزنة في هذا الباب. جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون .

وعلاج الوسواس الذي سببه الشيطان يكمن في الأمور الآتية:

1- أن يعلم المبتلى بذلك أن ما أصابه مرض ابتلاه الله به لحكمة فيصبر على ذلك ويحتسب و يتعاطى الأسباب التي تخففه أو تمنعه بالكلية. قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).

2- أن يكثر العبد من الإستعاذة بالله من شرور الشيطان وأن يلتجأ بالله ويعتصم به. قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).

3- أن يطلب العون من الله ويحسن التوكل عليه. ويوقن أنه لا يمنعه من الشيطان ويقيه إلا الله. ومن استعان بالله على أحد من خلقه كفاه شره وعصمه ووقاه منه ويسر أمره. قال تعالى ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ). وقال تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).

4- أن يكثر من الدعاء الصادق لا سيما في الأوقات والأماكن الفاضلة ويطرح بين يدي الله ويدعو دعوة المضطرين بخوف وإنابة وحسن ظن بالله. قال تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ).

5- إذا هجم الوسواس عليه قطع التفكير به ولم يستسلم وينقد له بل إشتغل بأمر آخر ديني أو دنيوي نافع. وينبغي له أن يملأ وقته ويومه بكثير من الأعمال والبرامج و لا يبقى فارغا يتسلط التفكير عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربَّك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ) رواه مسلم .

6- إذا وجد ذلك في نفسه فليقل ( آمنت بالله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ) رواه مسلم. و ليكثر من النظر في كتاب الله و دلائل الإيمان وأسماء الله وصفاته وأفعاله الجميلة والجليلة. ويتفكر في آيات الله الكونية. وقراءة الأحاديث النبوية وسماع كلام أهل الحق والحكمة ومجالس العلم. قال تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ).

7- أن يتحلى بالثقة بالله وقوة القلب والعزيمة ويوقن ضعف الشيطان وكيده. وليعلم أن ارتفاع معنوياته ومستواه النفسي له أثر عظيم و دور كبير بإذن الله في حصول علاجه وتخلصه من الوسواس. قال تعالى ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ). وقال تعالى ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ).

8- أن يكثر من ذكر الله والتدبر فيه خاصة الفاتحة والمعوذات وسورة البقرة. فإن لذكر الله أثر عظيم في اطمئنان القلب و طهارته وذهاب صدأه وقسوته ووحشته من الشبهات المحرقة والشهوات المظلمة. قال تعالى ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).

و إذا ثبت أن الوسواس ناشئ عن مرض نفسي فلا بأس في تعاطي العلاج النفسي و الإستعانة بالمختصين وغير ذلك من الأسباب النافعة مع تلاوة القرآن و الذكر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) رواه البخاري.

وإذا قاوم العبد الشيطان على وسواسه وجاهده على ذلك وصبر على بلائه كان مأجورا على ذلك ولم يؤاخذه الله بما حصل منه وكان ذلك دليلا على كمال إيمانه ونور بصيرته . وقد وقع ذلك للصحابة فعن حديث أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه. قالوا نعم. قال: ذاك صريح الإيمان ) رواه مسلم. والمعنى أن حصول الوسواس في نفوسهم مع كراهتهم له ودفعه عن قلوبهم هو من صريح الإيمان وليس المراد أن الوسواس من صريح الإيمان.
و الشيطان حريص أشد الحرص على الهجوم على قلب المؤمن الحق والوسوسة فيه لإفساده وإذهاب نوره ولن يتمكن من ذلك بإذن الله ما دام العبد متحصن بذكر الله. أما الكافر والمنافق فالشيطان مستغن عن الوسوسة في قلبه ليس بحاجة إليه لأن قلبه مظلم بالكفر. فقد جاء الصحابة لابن عباس وقالوا إن اليهود يعيروننا بقولهم نخشع في صلاتنا ولا تخشعون في صلاتكم فقال ابن عباس: وماذا يفعل الشيطان بالبيت الخرب.

أسأل الله أن يقوي إيماننا وينور بصائرنا ويقينا من شرور الشيطان ويحفظنا من كيده ويشف من ابتلي بالوسواس من المؤمنين
الاضطرابُ الوسواس القهري obsessive compulsive disorder (OCD) هو حالةٌ صحية نفسيَّة يُعاني فيها الشخصُ من أفكار وسواسيَّة ومن نشاطٍ قهري.
الوَسواسُ obsession هو أفكارٌ مزعجة غير مرغوب فيها، حيث تسيطر صورةٌ أو رغبة مُلحَّة على عقل الشخص بشكلٍ متكرِّر، ممَّا يؤدِّي إلى شعوره بالقلق أو بالاشمئزاز أو بالاضطراب.
أمَّا السلوكُ القهري compulsion فهو تكرار القيام بعملٍ سلوكي أو نفسي يشعر الشخصُ أنَّه محتاجٌ للقيام به، في محاولةٍ للتخفيف المؤقَّت من مشاعر الانزعاج الناجمة عن الوسواس؛ فمثلاً، قد يشعر الشخصُ، الذي يخشى من تعرُّض منزله للسرقة، بضرورة التأكُّد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب عدَّة مرات قبلَ مغادرة المنزل.
يمكن أن تتراوحَ أعراضُ الاضطراب الوسواسي القهري بين المتوسِّطة والشديدة؛ فقد يُعاني بعضُ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من التفكير الوسواسي والسلوك القهري حوالى ساعةٍ يومياً، بينما قد تسيطر هذه الحالةُ على حياة البعض الآخر بشكلٍ كامل.



أسباب الاضطراب الوسواسي القهري
ما زال السببُ الدقيق للاضطراب الوسواسي القهري مجهولاً، إلاَّ أنَّه توجد عدَّةُ عوامل مقترحة قد تكون السببَ في الإصابة بهذا الاضطراب.
فقد تنتقل هذه الحالةُ وراثيَّاً في بعض الحالات، حيث إنَّها قد ترتبط بجيناتٍ وراثيَّةٍ معيَّنة تؤثِّر في تخلُّق الدماغ.
لقد توصَّلت دراساتٌ لصور الدماغ أنَّه قد يكون هناك اختلافٌ بين أدمغة بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري وأدمغة الأشخاص الأصحَّاء؛ فمثلاً، قد يكون هناك نشاطٌ زائدٌ في مناطق معيَّنة من الدماغ، وخصوصاً المناطق التي تتعامل مع الانفعالات القوية وردَّات الفعل تجاهها.
كما أظهرت الدراساتُ وجودَ عدم توازن في مادة السِّيروتونين serotonin في دماغ الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري أيضاً. والسِّيروتونين هو مادةٌ كيميائية يستعملها الدماغُ لنقل المعلومات من خليةٍ دماغيَّةٍ إلى أخرى.


الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري
يمكن أن يُصابَ الرجالُ والنساء والأطفال بهذا الاضطراب. وتكون بدايةُ المعاناة من الحالة في بداية مرحلة البلوغ، حيث تبدأ في التأثير في الحياة بشكلٍ كبيرٍ عادةً، رغم أنَّ المشاكل قد تحدث في أيِّ عمر.



الحصول على المساعدة
يتردَّد الأشخاصُ المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري كثيراً في طلب المساعدة، لأنَّهم يشعرون بالخجل أو بالحرج؛ إلاَّ أنَّ الاضطرابَ الوسواسي القهري لا يستدعي الشعورَ بالخجل أو بالحرج منه، فهو حالةٌ صحيَّةٌ طويلة الأمد تشبه الإصابةَ بداء السكري أو بالربو، والإصابةُ به ليست ناجمةً عن خطأ الشخص المُصاب.
يُعدُّ طلبُ المساعدة ضروريَّاً، لأنَّه من غير المحتمل أن تتحسَّنَ الأعراضُ من دون علاج، بل ربَّما تتفاقم هذه الأعراض.
يجب مراجعةُ الطبيب عندَ الشكِّ بوجود إصابة بالاضطراب الوسواسي القهري. ويُحتملُ في البداية أن يقومَ الطبيبُ بطرح بعض الأسئلة المتعلِّقة بالأعراض، ومدى تأثيرها في الشخص.
وإذا اشتبه الطبيبُ بوجود الاضطراب الوسواسي القهري، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي لتقييم الحالة، ووصف العلاج المناسب.



معالجة الاضطراب الوسواسي القهري
يكون مآلُ الاضطراب الوسواسي القهري جيِّداً بعدَ معالجته، حيث إنَّ الكثيرَ من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتعافون في نهاية الأمر، أو إنَّ شدَّةَ الأعراض التي يُعانون منها تنخفض بحيث يتمكَّن الشخصُ من الاستمتاع بنوعيةِ حياةٍ جيدة.
وفيما يلي عرضٌ لعلاجات الاضطراب الوسواسي القهري الرئيسية:
المعالجة السلوكيَّة المعرفيَّة cognitive behavioural therapy (CBT): تنطوي على استعمال العلاج المعروف بالتعرُّض التدريجي مع الوقاية من ردَّة الفعل graded exposure with response prevention (ERP)، وهذا ما يُشجِّع على مواجهة الخوف ويسمح بحدوث الأفكار الوسواسية من دون "تحييدها أو تعديلها neutralising" بالتصرُّفات القهريَّة.
مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) : يمكن أن تساعدَ هذه الأدويةُ على تخفيف شدَّة الأعراض، من خلال تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
إذا لم تكن هذه العلاجاتُ فعَّالةً، أو كانت الإصابة شديدة، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي بالصحة التفسية لوصف العلاج المناسب.

الوسواس القهري (أو: الاضطراب الوسواسي القهري obsessive - compulsive) هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانًا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.
في المحصلة، فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من الضائقة.، وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري، في أحيان متقاربة، في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم، مثلا.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد فإن الوسواس مرض يبتلي الله به من يشاء من عباده وقد يصاب به الصالحون. وهو على أنواع منه ما هو عملي ومنه ما هو اعتقادي. والوسواس القهري هو أفكار تتسلط على العبد وتحمله على تكرار التفكير أو الأفعال بشكل قهري وإذا لم يستجب لتلكم الأفكار والأفعال وينساق معها حصل له قلق شديد وتوتر نفسي لا يزول عنه إلا بالإستجابة لها.
و الأصل في سببه أنه من عمل الشيطان وقد يكون سببه مرض نفسي يتعلق بالجهاز العصبي. والشيطان يبدأ في وسواس العبد في الشيء اليسير في عبادته وعمله وسلوكه فإن استعاذ منه وامتنع عنه لم يتغلب عليه وإن استجاب له العبد وكان ضعيفا شدد عليه الشيطان وأكثر من وسواسه وتمكن منه حتى يشككه في دينه وربه ونبيه ويهجم على قلبه ويضعف عزيمته ويبطل عمله ويكون العبد له أسيرا . قال عثمان بن أبي العاص :" يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي ‏وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، ‏و اتفل عن يسارك ثلاثاً ). قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني "رواه مسلم .‏ وفي الغالب ينفذ الشيطان على العبد في حال غفلته وضعفه وخوره وفتنته بالدنيا وغير ذلك من أحوال ضعف البصيرة وقلة الإخلاص. قال الله تعالى ( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ). وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه " ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب بن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس ". وقال ابن عباس في قوله ( الوسواس الخناس ) قال " الشيطان جاثم على قلب بن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس ".

والمراد بمرض الوسواس هو الذي يكون مسيطرا على تفكير العبد وسلوكه في سائر أحواله لا ينفك عنه. أما الوسوسة الطارئة و خاطرة السوء والهم بالمعصية الذي بعرض للعبد أحيانا فهذا لا يعد مرضا وأمره سهل بإذن الله تعالى. ولا يضر العبد ذلك ولا يحاسب عليه إذا طرده وتخلص منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله تجاوز لأمتي عما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) رواه البخاري.

كما أن الناس يتفاوتون أيضا في مرض الوسواس فمنهم من وسواسه خفيف و منهم متوسط ومنهم شديد. ومنهم من وسواسه في العبادات ومنهم من في الإعتقادات والعياذ بالله. و أحوال وقصص الموسوسين عجيبة ومحزنة في هذا الباب. جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون .

وعلاج الوسواس الذي سببه الشيطان يكمن في الأمور الآتية:

1- أن يعلم المبتلى بذلك أن ما أصابه مرض ابتلاه الله به لحكمة فيصبر على ذلك ويحتسب و يتعاطى الأسباب التي تخففه أو تمنعه بالكلية. قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).

2- أن يكثر العبد من الإستعاذة بالله من شرور الشيطان وأن يلتجأ بالله ويعتصم به. قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).

3- أن يطلب العون من الله ويحسن التوكل عليه. ويوقن أنه لا يمنعه من الشيطان ويقيه إلا الله. ومن استعان بالله على أحد من خلقه كفاه شره وعصمه ووقاه منه ويسر أمره. قال تعالى ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ). وقال تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).

4- أن يكثر من الدعاء الصادق لا سيما في الأوقات والأماكن الفاضلة ويطرح بين يدي الله ويدعو دعوة المضطرين بخوف وإنابة وحسن ظن بالله. قال تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ).

5- إذا هجم الوسواس عليه قطع التفكير به ولم يستسلم وينقد له بل إشتغل بأمر آخر ديني أو دنيوي نافع. وينبغي له أن يملأ وقته ويومه بكثير من الأعمال والبرامج و لا يبقى فارغا يتسلط التفكير عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربَّك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ) رواه مسلم .

6- إذا وجد ذلك في نفسه فليقل ( آمنت بالله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ) رواه مسلم. و ليكثر من النظر في كتاب الله و دلائل الإيمان وأسماء الله وصفاته وأفعاله الجميلة والجليلة. ويتفكر في آيات الله الكونية. وقراءة الأحاديث النبوية وسماع كلام أهل الحق والحكمة ومجالس العلم. قال تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ).

7- أن يتحلى بالثقة بالله وقوة القلب والعزيمة ويوقن ضعف الشيطان وكيده. وليعلم أن ارتفاع معنوياته ومستواه النفسي له أثر عظيم و دور كبير بإذن الله في حصول علاجه وتخلصه من الوسواس. قال تعالى ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ). وقال تعالى ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ).

8- أن يكثر من ذكر الله والتدبر فيه خاصة الفاتحة والمعوذات وسورة البقرة. فإن لذكر الله أثر عظيم في اطمئنان القلب و طهارته وذهاب صدأه وقسوته ووحشته من الشبهات المحرقة والشهوات المظلمة. قال تعالى ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).

و إذا ثبت أن الوسواس ناشئ عن مرض نفسي فلا بأس في تعاطي العلاج النفسي و الإستعانة بالمختصين وغير ذلك من الأسباب النافعة مع تلاوة القرآن و الذكر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) رواه البخاري.

وإذا قاوم العبد الشيطان على وسواسه وجاهده على ذلك وصبر على بلائه كان مأجورا على ذلك ولم يؤاخذه الله بما حصل منه وكان ذلك دليلا على كمال إيمانه ونور بصيرته . وقد وقع ذلك للصحابة فعن حديث أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه. قالوا نعم. قال: ذاك صريح الإيمان ) رواه مسلم. والمعنى أن حصول الوسواس في نفوسهم مع كراهتهم له ودفعه عن قلوبهم هو من صريح الإيمان وليس المراد أن الوسواس من صريح الإيمان.
و الشيطان حريص أشد الحرص على الهجوم على قلب المؤمن الحق والوسوسة فيه لإفساده وإذهاب نوره ولن يتمكن من ذلك بإذن الله ما دام العبد متحصن بذكر الله. أما الكافر والمنافق فالشيطان مستغن عن الوسوسة في قلبه ليس بحاجة إليه لأن قلبه مظلم بالكفر. فقد جاء الصحابة لابن عباس وقالوا إن اليهود يعيروننا بقولهم نخشع في صلاتنا ولا تخشعون في صلاتكم فقال ابن عباس: وماذا يفعل الشيطان بالبيت الخرب.

أسأل الله أن يقوي إيماننا وينور بصائرنا ويقينا من شرور الشيطان ويحفظنا من كيده ويشف من ابتلي بالوسواس من المؤمنين
هناك مقدمتان مهمتان في سبيل الخلاص من الوساوس والخطرات التي إنما هي نزغات من نزغات الشيطان ومكائده .
المقدمة الأولى : مقدمة علمية ( الخطوة الأولى في العلاج )
المقدمة الثانية : مقدمة تطبيقية ( الخطوة العملية في العلاج ) .

المقدمة الأولى :
تتلخص في نقاط :
1 - : حياة القلب ومادّته .
فإن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه ، وموته وظلمته مادة كل شر فيه .
وإن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بـ :
- إدراكه للحق . لأن الجهل بوابة الفساد والعطب ، فحين لا يدرك الحق فإنه حتما سيحويه الباطل ولابد .
- إرادته له . فإنه حين يدرك الحق ويعلمه لكنه غير مريد له فأنى له أن يحيا ؟!
- إيثاره على غيره . وحين يدركه ويريده لكنه يؤثر هواه ونفسه الأمارة بالسوء على هذا الحق فإنه كالمتخبط في ظلمات التيه !!
فصار مدار ذلك كله ومرجعه إلى الحق الذي هو الروح ، ولن يجد القلب له أماناً ولا قرارا ولا اطمئناناً إلا حين تسري فيه الروح ، وأعني بالروح روح الوحي الذي قال الله تعالى فيه : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " سورة الشورى .
فأخبر تعالى أن هذا القرآن إنما هو الروح والنور والهدى ، وكل هذا - أعني الروح والنور والهدى - مادة الحياة الحقيقية وآية السعادة والإطمئنان .
عُلم من هذا أن شفاء القلب وصلاحه وحياته إنما يكون من معين القرآن ومن منبع الوحي العذب الرويّ .

2 - : فساد القلب وشقاؤه .
أمّأ فساد القلب وشقاؤه إنما يكون بـ :
- بالجهل .
- والغفلة .
- واتباع الهوى .
فبقدر هل العبد بربه بقدر ما يشقى القلب ويتعس لبعده عن مادة الحياة .
وحين يبعد القلب عن الله وعن مادة الحياة التي تحييه تتسلط عليه الشياطين بأنواع المكائد والوسوسة ، لأن الشيطان يخنس ويبعد عن القلوب الحية الذاكرة لله جل وتعالى ، ويستقر ويتسلّط على القلوب التي بعدة عن الله جل وتعالى .
وإن أعظم ما يتسلّط به الشيطان على قلوب بني آدم إنما يكون بسلاح ( الوسوسة ) .

3 - : الوسوسة وسلطة الشيطان . والوسوسة : حديث النفس والصوت الخفي .
وهي مكيدة الشيطان ( الوسواس الخناس ) !
فإنه يخلط الأمور ببعضها حتى ما يكاد تبين وجه الحق فيها إلا لمن عصمه الله تعالى من كيده ووسوسته .
إن إدارك تسلّط الشيطان ونزغاته ووساوسه ومعرفة حقيقة الشيطان وطبيعته ليولّد عند المرء وعياً يعينه على إدراك طبيعة النزغات الشيطانية والموقف الصحيح منها .
وإن المتأمل لآيات القرآن يجد شدة عنايته بالتحذير من مكيدة الشيطان وشركه أكثر من تحذيره من النفس والهوى .
لأن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته فهي مركبه وموضع شره ومحل طاعته .
ويمكن أن نلخص طبيعة عمل الشيطان في إشارات مهمة ينبغي إدراكها :
- وجوده .
قد أخبر الله تعالى بوجود إبليس ، وان وجوده إنما هو وجود فتنة وإضلال لبني آدم .
قال تعالى : " وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ "
وقال في ابليس : " قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ "
- ترصّده .
إن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهمّ بالخير أو يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ حتى يقطعه ، في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن شيطانا تفلّت عليّ البارحة فأراد أن يقطع صلاتي " !
وكلما كان العمل أنفع للعبد وأحب إلى الله كان اعتراض الشيطان له أكثر .
جاء في المسند من جديث سبرة بن أبي الفاكة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرافه ، فقعد له بطريق الإسلام فقال : أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وأباء آبائك !!
فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ؟
وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطِّوَل ، فعصاه وهاجر .
ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : تقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويُقسم المال ؟
قال : فعصاه فجاهد " .
فالشيطان للعبد المؤمن بالرصد والمرصاد مصداق قول الله تعالى فيه : " ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ " الأعراف .
- حقيقة سلطانه .
قد أخبر الله تعالى عن إبليس أنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا فقال : " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "
فنفى جل وتعالى سلطانه عن من اتصف بصفتين :
- الإيمان . ( آمنوا )
- العمل . ( وعلى ربهم يتوكلون ) .
والسلطان سلطان الحجة والبرهان ، وابليس ليس له حجة ولا برهان على مكائده ووسوسته إنما سلطانه بالإغواء والوسوسة .
هذا هو سلطانه كما فسره حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما .
وإنما سلطان إبليس على الذين يتولونه ، قال تعالى : " إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ "
فبيّنت هذه الآية أصناف من يتسلّط عليهم ابليس :
- الذين يتولّونه : باتباع الهوى والاستجابة لداعيه والغفلة عن ذكر الله .
- الذين هم به مشركون : وهم طائفة أشد ضلالا ممن قبلهم .
المقصود أن حقيقة سلطان إبليس إنما هي سلطة إغواء ونزغ لا سلطة حجة وبرهان .
وهذه السلطة سلطة ضعيفة في حقيقتها كما أخبر الله تعالى بقوله : " إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "
4 - : الشعور بضرورة العلاج . وإدراك أن هذه الوسوسة إنما هي كيد الشيطان ونزغاته .
فإن هذاالإدراك هو بداية الطريق في صدّ هذا الكيد ودفعه ، فإن الإنسان حين لا يدرك أن هذا من كيد الشيطان ووسوسته فإنه لا يزال به حتى يصرعه أسيرا للوسوسة والتزيين والإغواء والإغراء .
5 - الوسواس القهري كمرض ( عقلي أو نفسي ) .
هو من الأمراض النفسية العصابية (Neurosis) ، وهو من الأمراض التي تختلف فيها وجهات نظر العلماء المختصين في هذا المجال فبعضهم ينظر له بأنه حالة دفاع لا شعوري ضد الأمراض العقلية ( الذهانية Psychosis ) .
فيما يرى آخرون أنه مرض نفسي عصابي ولا يتحول إلى مرض عقلي إلا إذا كانت الشخصية مهيئة أساساً بالاستعداد للإصابة بالذهان .

* الصفات التي تتصف بها الشخصية المهيئة للإصابة بالوسواس (الشخصية الوسواسية ) :
1 - العناد .
2 - حب الروتين الزائد والتدقيق .
3 - شدة تأنيب الضمير .
4 - شخصية جافة عابسة لا تعطي للنفس فرصة للترفيه والمرونة والخروج بها عن المألوف والروتين المعتاد .
5 - يغيب عنه الشعور بالأمان .
6 - لا يعرف التصرف في الأحداث الطارئة والمفاجئة رغم أن ذكائهم غالباً فوق المتوسط .
7 - كثيرا ما يكون في أعمار المراهقة ما بين 17 - 27 تقريباً .

* أهم صفات هذا الوسواس ( القهري ) :
أنه يتميز الوسواس القهري بوجود وساوس معينة في ذهن المريض رغماً عنه، وهي عادة ما تكون غير سارة وملازمة للمريض وتحمل الهم والغم، ورغم قدرة المريض على التعرف عليها وعلى وعيه بأنها تافهة وخاطئة إلا أنه لا يستطيع إيقافها، وكلما حاول مقاومتها تزداد معه أكثر ومن هنا تأتي معاناته العميقة فهو يعلم ويدرك عدم صحة أفكاره ( على العكس من المريض الذهاني الذي يقتنع ويقنع الآخرين بصحة اعتقاده )
ويحاول المريض جاهداً أن يهمل أو يكبت هذه الافكار والرغبات والخيالات أو يحاول أن يعادلها بافكار ورغبات أو احياناً أفعال مضادة.
وهو ما يترتب عليه معاناة نفسية واجتماعية حادة.

* مظاهر الوسواس القهري :
يتخذ الوسواس القهري صورا ومظاهر أهمها :
1- وسواس الأفكار .
سيطرة فكرة معينة على ذهن المريض وغالباً ما تكون فكرة غير مقبولة .
2 - وساوس الصور .
سيطرة صور معينة على ذهن المريض بشكل مستمر أو متكرر وغالباً ما تكون صور عنيفة حوادث سيارات، جثث، قتل، دماء، تعفنات .. ورغم علم المريض بعدم وجودها إلا أنها تطارده في كل الأوقات .
3 - وساوس الاجترار .
تسيطر على المريض أسئلة متكررة لا يستطيع الإجابة عنها كسيطرة (خلقنا الله إذن من خلق الله ؟ ) .. وهكذا .
4 - وساوس الاندفاعات .
وهي اندفاعات قهرية تسيطر على المريض فيشعر برغبة جامحة أو اندفاع ما نحو القيام بأعمال لا يرض عنها ويحاول مقاومتها إلا أنها تسيطر عليه بإلحاح وقوة، كالقفز من النافذة، أو من السطح العالي أو من البحر ، أو نحو ذلك .
5 - وساوس الطقوس الحركية .
وهي من أكثر الأعراض الوسواسية شيوعاً وهي القيام بحركات مستمرة متكررة نتيجة رغبة جامحة تسطير على المريض للقيام بهذه الطقوس ظناً منه أنها ستخلصه من إلحاح أفكاره المسيطرة عليه، فمثلاً قد يعتقد أن يديه ملونة فيبدأ في غسلها بالماء والصابون عدة مرات ويعود ويغسلها مرة أخرى، أو استغراقه لوقت طويل في الحمام ( ليتوضأ للعصر يحتاج ساعة أو أكثر ) .

* أسباب هذا المرض السلوكي .
أهل الاختصاص في علم النفس لا يذكرون له سببا جوهرياً معيناً عليه مداره ، لكنهم يتفقون في بعض الأسباب المهمة من مثل :
1 - العامل الوراثي .
بعض النسب وصلت إلى 87 % في التوائم المتشابهة . و 47 % في التوائم غير المتشابهة .
2 - بعض الأسباب البيئية . . وهي تتداخل نوعا ما مع العامل الوراثي ، من مثل :
- قسوة الرقابة الذاتية على النفس .
- العلاقات المحدودة للأباء وعدم إتاحة الفرصة للأبناء والحرمان من التعبير والمبالغة في الحرص الشديد .
- افتقاد الأمان النفسي وخاصة بسبب الطلاق العاطفي داخل الأسرة وغياب الحوار والصراحة بين أفراد الأسرة الواحدة.
- الأحقاد والميول العدائية المكبوتة المغذية للشعور بالذنب والخطيئة .
- تأنيب الضمير والصراع النفسي المصاحب لممارسة العادة السرية .
- الأسرة المسيطرة على زمام الأمور في كل كبيرة وصغيرة في حياة الأطفال دون تقدير للطفل وحياته ومفهومه عن ذاته ودون أدنى اعتبار لطفولته البريئة ذات العالم الخاص المليء بالخصوصية .
هذه جملة من الأسباب يشير إليها متخصصوا الطب النفسي في محاولة لاحتواء مثل هذا المرض السلوكي .

المقدمة الثانية :
وهي مقدمة عملية تطبيقية في سبيل الخلاص من الوسواس .
وهي مقدمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بسابقتها ، وتتلخص هذه المقدمة في نقاط مهمة :

- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . وهذه الإستعاذة - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - إنما تبلغ أثرها حين تكون على اعتقاد جازم بمعانيها .
فإن العوذ اللجأ إلى الشيء والإقتراب إليه .
ومن استعاذ بالله اعتصم به ولجأ إليه ، فأي كيد يصله وهو يعتقد اعتقادا جازما أنه معتصم بالله الذي هو رب كل شيء ومليكه .
والله جل وتعالى يقول : " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
فهو سميع يسمع استعاذتك فيجيبك .
عليم : يعلم ما تستعيذ منه فيدفعه عنك .
- العلم .
فإن العلم يدفع عن المؤمن الشبهة ويكبت الشهوة إلا فيما أحل الله تعالى .
إذا علمنا أن سلطان الشيطان إنما هو سلطان نزغ وإغواء لا سلطان حجة وبرهان وأنه قد يأتي للعبد من هذه الجهة على أن ما يمليه عليه حجة برهان وعلم بل ويفتح له آفاق الدليل من الكتاب والسنة يلبّسها عليه حتى ليحسبها الحيران حقاً وحجة وبرهانا وإنما هي كيد ووسوسة .
فصار طلب العلم والإخلاص فيه سببا من أسباب دفع الوسواس ودحضه .

- المداومة على أذكار الصباح والمساء وخاصة ( المعوذات ) .
فإن الذكر هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم .

- قطع الاسترسال .
فلا يسترسل المؤمنة أو المؤمنة مع حبائل الشيطان ومكائده وخواطره وهواجسه .
فإن الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يأتي للعبد فيسأله من خلقك فيسترسل معه حتى يقول له : من خلق الله ؟؟!!
وعلاج هذا قطع الاسترسال وعدم الاستجابة لهذا الوسواس سدّا للذريعة وصيانة للنفس من أن يتسلّط عليها الشيطان بوسوسته .

- صحبة الأخيار .
فإن في صحبتهم عوناً ورشاداً ونصحا وتوجيهاً ، وتبصيرا وتثبيتاً .
فعض عليهم بالنواجذ ، فإنهم نجوم يهتدى بها ، وفيءٌ في الرمضاء ، ونسيم السحر وعبيره .

- كثرة الدعاء واللجأ إلى الله تعالى ، فإن الله هو الذي يقدّر البلاء وهو الذي يدفعه .

- المجاهدة والمصابرة .

- كثرة قراءة القرآن الكريم مع التدبر وفهم معانيه .

- العلاج الدوائي .
ينقسم علاج الوسواس القهري الى قسمين ، علاج دوائي وعلاج نفسي . مع العلم بأن التزواج بين العقاقير الطبية، الأدوية المضادة للوسواس القهري وطرق العلاج النفسية الخاصة بعلاج الوسواس القهري هما أنجح لعلاج اضطراب الوسواس القهري خاصة اذا استطاع المعالج أن يختار الدواء المناسب وبالجرعة المناسبة ،لأن هناك فروقات فردية بين الناس في تقبل العلاج الدوائي وكذلك الجرعة المناسبة لكل فرد على حده.
العلاج النفسي يكمن في المقدمة الأولى ( التشخيص ) . وفي جزء من المقدمة الثانية بالعلاج عن طريق الأوراد والأذكار الشرعية وحصول اليقين بها .
العلاج الدوائي ( المخبري ) .
في حال الاضطرار إليه هناك بعض الأدوية يصرفها أطباء النفس لمن يعانون من هذا الوسواس القهري ، من مثل :
- دواء الكلوميبرامين (اسمه التجاري في المملكة العربية السعودية هو الانفافرانيل ) وهو من الأدوية ثلاثية الحلقات المضادة للاكتئاب .وبعد ذلك تم اكتشاف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب ولها مفعول جيد على الوسواس القهري، خاصة بعد ظهور الادوية المعروفة بمثبطات إعادة مادة السيروكسات وهي من أهم الادوية الحديثة في علاج الوسواس القهري وقد يحتاج المريض الى جرعات أعلى في علاج الوسواس القهري عنه في علاج الاكتئاب.
- دواء (بروزاك ـ وسبرام) .
يعمل على إعادة توازن بعض النواقل العصبية الحيوية في الجهاز العصبي .
على أنه ينبغي عدم استخدام هذه الأدوية إلا عن طريق طبيب مختص في ذلك وبجرعات محددة يحددها الطبيب في ذلك .

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وادفع عنّأ كيد الكائدين ونعوذ بعزتك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .
والحمد لله رب العالمين .وفيما يلي عرضٌ لعلاجات الاضطراب الوسواسي القهري الرئيسية:
المعالجة السلوكيَّة المعرفيَّة cognitive behavioural therapy (CBT): تنطوي على استعمال العلاج المعروف بالتعرُّض التدريجي مع الوقاية من ردَّة الفعل graded exposure with response prevention (ERP)، وهذا ما يُشجِّع على مواجهة الخوف ويسمح بحدوث الأفكار الوسواسية من دون "تحييدها أو تعديلها neutralising" بالتصرُّفات القهريَّة.
مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) : يمكن أن تساعدَ هذه الأدويةُ على تخفيف شدَّة الأعراض، من خلال تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
إذا لم تكن هذه العلاجاتُ فعَّالةً، أو كانت الإصابة شديدة، فقد يكون من الضروري تحويلُ الحالة إلى طبيبٍ اختصاصي بالصحة التفسية لوصف العلاج المناسب.